طلب الأستاذ من كل واحد من تلاميذه أن يحضر معه كيسا من البلاستيك النظيف،
ثم طلب منهم، أن يضعوا ثمرة من البطاطس في الكيس النظيف عن كل ذكرى مؤلمة
في حياتهم اليومية لا يرغبون في أن ينسوها، وأن يكتبوا اسم الذكرى
وتاريخها على ثمرة البطاطس.
فقاموا بذلك وعملوا بوصية الأستاذ المعلم، وأصبح البعض منهم يحملُ كيساً
ثقيلا جداً لكثرة ما يحمل في داخله من ذكريات مؤلمة، وبعدد ما يحمل من
ذكرى وضع البطاطس في الكيس، بعد ذلك طلب منهم أن يحملوا كيس البلاستيك
معهم ـ بما أصبح فيه من ثمرات البطاطس ـ أينما ذهبوا ولمدة أسبوع، وأن
يضعوه بجوار فراشهم في الليل، وبجوارهم في مقعد السيارة عند ركوبها،
وبجوارهم دائماً.
إن عبء حمل هذا الكيس طيلة الوقت أوضح لهم العبء الروحي الذي يحملونه
لذكرياتهم المؤلمة، وكيف أنهم يهتمون بها طول الوقت خشية نسيانها في أماكن
قد تسبب لهم الحرج، ومع الوقت تدهورت حالة البطاطس وأصبح لها رائحة كريهة،
وهذا جعل حملها أمرا غير لطيف.
فلم يمر وقت طويل حتى قرر كل واحد منهم أن التخلص من كيس البطاطس أفضل من
حمله في كل مكان يذهب إليه.هذه قصة رمزية، تعبر عن الثمن الذي ندفعه بسبب
احتفاظنا بما يؤلمنا، وبالأمور السلبية الثقيلة. فنحن غالباً ما نعتبر أن
النسيان أمر سيء، ولكن الحقيقة أن النسيان هو لصالحنا نحن. نصيحة مني..
انس همومك القديمة.