تسقيه الماء عندما يعطش
تعطيه الحليب عندما يجوع
تكسيه الملابس عندما يتعرى
تغطيه عندما يبرد
تغسله عندما يتسخ
تهزهز له عندما ينعس
ينام على ذراعيها و يغفى على صدرها ليلا
يلعب مهعا و تلعب معه و يمرحان معا
تركض وراءه في الحدائق و الطرقات
يشكي لها آلامه عندما يتألم
يفيق الصبح على صوتها
و فجأة !!
تسافر هذه المرأة الى غير رجعة !
ترى من هي ؟؟؟
(الخادمة)
للأسف
نعم انها الخادمة
اصبحت الخادمة الان هي التي تأخذ دور الام في حياة الاطفال
اصبحت هي الآمر الناهي لهم
و اصبح الطفل يتعلق بها بجنون متناسيا ان له أم حملت به و تعذبت بوالادته في يوم من الايام
لكن هل نلوم الطفل ؟ ام نلوم الام المقصرة و المهملة لحقوق بيتها و اطفالها !
لماذا اصبحت الخادمة كل شيء في حياة اطفالنا و نحن لا شيء ؟؟
لماذا اصبحت الام تتخلى عما امرها الله به و خلقها من أجله ؟
هل هي ظروف الحياة الصعبة التي تلزمنا باحضار خادمة من بلاد تختلف عنا اختلافا كليا بالدين و المعتقدات و العادات و التقاليد و اللغة ؟؟
صدقوني عندما اخرج الى سوق او مركز تجاري او حديقة قلبي يتقطع من الذي أراه امامي ، الأم تمشي بكل ثقة حاملة بيديها اكياس كثيرة بها ما لذ و طاب من العطورو الملابس و المكياج و غيرها و اطفالها يأتون بالدرجة الثانية في حياتها حيث يمشون خلفها مثل الاسرى و معهم خادماتهم .. فعندما يعطش الولد يطلب من الخادمة ان تسقيه الماء او تذهب لتشتري له وجبة طعام ، أما الام فلا دور لها سوى اعطاء المال و اسداء الاوامر !
لماذا هذا الشيء يا أمهات ؟؟ لماذا تسلمون اطفالكم تسليم كلي للخادمة و كأنكم تتبرؤون منهم او تعطونهم هبة للخادمة ؟؟
نحن مع وجود الخادمة في البيت و ليس ضد ، فانتم تحتاجون لهم في المساعدة في تدبير المنزل كالنظافة و الطبخ و غيرها من الامور و لا مانع ان اطعمت ابني مرة من المرات التي تكونين فيها مشغولة او غيرت له الحفاظة في بعض الاوقات .. لكن من غير المنطقي أن يترك معها طوال الوقت و كأن لا وجود له في حياتك!!
لو تعلمون كم هي الأم مهمة في حياة كل طفل و كم وجودها بجانبه تسعده و تقوي من عزيمته و من ثقته بنفسه ..
ما اجمل ان يطعم ابني من يد امه و ويلبس ملابسة من قبلك و يخرج معكى اين ماذهبتي و ينام بجانبك في الليل يأخذ من حنانك .
و ما أصعب أن يبكي أبني على الخادمة في يوم رحيلها الى بلادها بلا عودة و أرى هذه المنظر بعيني و أندم على كل لحظة ترك فيها معها ثم آخذه بحضني و أضمه و أقول له لا تبكي حبيبي هذه امك و معك دائما فيجيبني بكل براءة و حزم .. هذه ليست امي أمي ميري أو جاندرا أو روبي او اي اسم خادمة !
ألا تتقطع قلوبنا وقتها ؟؟
ما رأيكم ؟؟
هل الخادمة فعلا أمه لانها عوضته عن كل شيء لم تفعله أمه له ؟؟ أم أن بعد سفر ميري او غيرها سينسى الطفل و يكبر مع مرور الكثير امثال ميري في حياته ؟؟ من يدري ؟؟
لا تعليق؟؟؟